حماية الأراضي الرطبة من أجل الحد من مخاطر الكوارث

يشهد العالم إرتفاعاً ملحوظاً في وتيرة وحدة المخاطر الناتجة عن الكوارث الطبيعية التي تشكل تهديدا متزايدا للبلدان واقتصاداتها وسكانها. فوفقا لدراسة أجراها مؤخرا فريق البنك الدولي، فإن الكوارث الطبيعية تدفع أكثر من 25 مليون شخص إلى السقوط في براثن الفقر كل عام وتؤدي إلى خسائر اقتصادية تقارب 100 بليون دولار سنويا.

 

 

لقد بدأ الإحتفال باليوم العالمي للحد من الكوارث الطبيعية في عام 1989، بعد دعوة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل توعية الناس بكيفية اتخاذ إجراءات للحد من خطر تعرضهم للكوارث. ولقد تم تحديد تاريخ 13 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام موعدا لإحتفال المجتمعات في جميع أنحاء العالم بهذا اليوم وزيادة الوعي حول أهمية كبح جماح المخاطر التي يواجهونها.

 

 

تهدف حملة 2017 إلى إذكاء الوعي العالمي حول الإجراءات والسياسات والممارسات الفعالة في ما يتعلّق بالحد من تعرّضهم للمخاطر، وبالتالي المساهمة في الحفاظ على بيوت الناس وحياتهم. ويعتبر ذلك من التحديات الجدية التي لا يمكن تجاوزها إلا بالتنسيق والتعاون والتعاضد بين جميع أصحاب المصلحة.

وفى هذا الإطار، دعت الأمم المتحدة دول العالم إلى تطبيق جهود إدارة مخاطر الكوارث الواردة من خلال تدشين حملة “سينداي سبعة “ العام الماضي والتي تهدف الى خفض معدل الوفيات الناتجة عن الكوارث ، وخلق موجة من الوعي حول الإجراءات المتخذة للحد من الوفيات في العالم .

 

 الأراضي الرطبة الصحية تساعد على مواجهة الأحداث المناخية القاسية  

تلعب الأراضي الرطبة في جميع أنحاء العالم دورا هاما في الحد من مخاطر الكوارث بإعتبارها ضمانات طبيعية ضدها. تمثل هذه النظم الإيكولوجية خطوط الدفاع الأولى لحماية المجتمعات من الآثار المدمرة للظواهر المناخية المتطرفة.

 

                      حوض نهر Neretva، البوسنة والهرسك، © D. Kulijer

 

إن الأراضي الرطبة التي تدار بشكل جيد تساهم في تعزيز مرونة المجتمعات وصمودها أمام الظروف المناخية القاسية والتكيف معها، إضافةً إلى تقليل الأضرار الناجمة عنها. تحمي الأراضي الرطبة الساحلية مثل أشجار المانجروف من الفيضانات وتمنع تسرب المياه المالحة إلى المياه الجوفية، كما تحافظ على التربة من التفتت والانجراف. أما الأراضي الرطبة الداخلية مثل السهول الفيضية والبحيرات وأراضي الخث فتمتص مياه الأمطار الزائدة مما يقلل من الفيضانات، وتخزنها لتأخر بذلك حدوث الجفاف.

المحافظة على هذه النظم واستعادتها ودمجها في استراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث تمثل ضرورة قصوى بإعتبارها تعمل كبنية تحتية طبيعية للحد من آثار العواصف، والفيضانات، وانجراف السواحل… وتزيد من قدرة المجتمعات المحلية على التكيف خاصةً تلك التي تعيش على ضفاف الأنهار أو المناطق الساحلية.

انظر موجز السياسات “الأراضي الرطبة للحد من مخاطر الكوارث: الخيارات الفعالة للمجتمعات الصامدة” الذي نشرتها أمانة رامسار على الرابط التالي

تعرف على المزيد من خدمات النظم الإيكولوجية التي تقدمها الأراضي الرطبة.

 

زيادة الاستثمارات في مجال الحد من مخاطر الكوارث استنادا إلى نهج النظم الإيكولوجية

بمناسبة اليوم العالمي للحد من الكوارث الطبيعية، سيعقد ﻣﻛﺗﺏ ﺍﻷﻣﻡ ﺍﻟﻣﺗﺣﺩﺓ ﻟﻠﺣﺩ ﻣﻥ ﻣﺧﺎﻁﺭ ﺍﻟﻛﻭﺍﺭﺙ، والمفوضية الأوروبية، واليونسكو ومنظمة الأراضي الرطبة الدولية (Wetlands International) حدثاً في بروكسل، بلجيكا يهدف إلى

إثبات فعالية نهج النظم الإيكولوجية في ما يتعلق بإجراءات ومبادرات التكيف مع تغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث. فالاستثمارات في الاستراتيجيات القائمة على النظم الإيكولوجية منخفضة الكلفة وتساعد على تفادي الأضرار البشرية والمادية الناجمة عن الكوارث مع توفير فوائد متعددة للمجتمع.

مزيد من المعلومات حول هذا الحدث هنا.

 

 

لمزيد المعلومات

زيارة موقع اليوم الدولي للحد من الكوارث

اقرأ مقالنا السابق ” World Wetlands Day 2017: Wetlands for Disaster Risk Reduction

شاهد الرسوم المتحركة التي أنتجته MedWet سنة 2015 وهي أداة مفيدة لإظهار الخدمات التي تقدمها الأراضي الرطبة، وخاصة في البحر الأبيض المتوسط.