مبادرة MedWet — ثلاثون عامًا من الإلتزام تجاه الأراضي الرطبة والناس في منطقة البحر الأبيض المتوسط
على مدار عام 2021، تحتفل مبادرة المناطق الرطبة المتوسطية (MedWet)، وهي المبادرة الإقليمية الأولى المعترف بها رسميا من قبل اتفاقية رامسار بشأن الأراضي الرطبة، بالذكرى السنوية الثلاثين لتأسيسها. وتأتي هذه الذكرى في ظل زخم متزايد لتحقيق مستقبل أكثر استدامة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط. لقد تأسست MedWet في عام 1991، وتتمتع بتاريخ في تبادل المعرفة والأدوات والقدرات التقنية بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني الناشط في مجال الأراضي الرطبة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
“تكمن قوة MedWet في قدرتها على الجمع بين جميع المعنيين بالأراضي الرطبة المتوسطية – من صانعي القرار إلى الموظفين الميدانيين – لإقناعهم بالحاجة إلى اكتساب قدرات مهنية جيدة للإدارة والاستعادة وتزويدهم بأدوات تنفيذها”، كما قال الراحل لوك هوفمان (1923 – 2016)، أحد الآباء المؤسسين لاتفاقية رامسار والمؤسس المشارك للصندوق العالمي للطبيعة (WWF).
وتأتي هذه الذكرى السنوية الثلاثين في وقت يتخبط فيه العالم ويترنح بين بأزمات كبرى تُحدِث تغييرات عديدة يتبدل معها عالمنا، بدءًا من التغيرات المناخية وفقدان التنوع البيولوجي إلى انتشار جائحة كورونا التي تؤثر على صحة الناس وحياتهم وسبل عيشهم، إضافة إلى تأثيرات اقتصادية واجتماعية شديدة.
لا وقت لدينا لنضيعه! فالأراضي الرطبة تختفي ويضيع التنوع البيولوجي بمعدلات تنذر بالخطر. ونشهد جليًّا آثار تغير المناخ في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والذي يشكل اليوم تهديدا مباشرا لمنازل الملايين من شعوبها وحياتهم، فضلاً عن النظم البيئية التي تعتمد عليها سبل عيشهم واقتصاداتهم. فهل يمكننا اليوم التأسيس لمستقبل مستدام بنظم إيكولوجية مرنة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط؟ هل هو رهان نستطيع الفوز به في ظل هذه الظروف الصعبة؟!
ولكن، اليد الواحدة لا تُصفِّق! ليس بمقدور حكومة أو منظمة إنقاذ النظم الإيكولوجية المتوسطية وتحقيق مستقبل مستدام بمفردها. إن تحقيق أهدافنا يتطلب تضافر جهود كلّ الأطراف. تحتاج منطقة البحر الأبيض المتوسط، أكثر من أي وقت مضى، إلى مؤسسة بقوة مبادرة MedWet، بخبرتها المكتسبة على مدار 30 عامًا، ورؤيتها، وجهودها التعاونية طويلة المدى بين الحكومات والكيانات والمنظمات الدولية ومراكز الأراضي الرطبة والمنظمات غير الحكومية في المنطقة.
وفي الوقت الذي يمثل فيه عام 2021 حدثا مهمًّا بالنسبة لـ MedWet، فإنه يتزامن أيضًا مع الذكرى السنوية الخمسين لتوقيع اتفاقية رامسار، والتي تتميز بكونها أول معاهدة بيئية في العصر الحديث، كانت قد وُقعت في مدينة رامسار الإيرانية عام 1971.
“تمثل الذكرى السنوية الثلاثين لـ MedWet والذكرى الخمسين لاتفاقية رامسار فرصة رائعة لتقييم إنجازاتنا في الحفاظ على الأراضي الرطبة في العقود الماضية، وفي الوقت نفسه دعوة لتكثيف جهودنا الداعمة لاستعادتها ومنع تدهورها ووضع حد لفقدانها. وفي ظل الضغوط المتنامية على منطقة البحر الأبيض المتوسط وأنظمتها البيئية، فقط من خلال العمل معًا يمكننا إحداث فرق إيجابي”، يقول السيد أليسيو ساتا، منسق MedWet.