يحتضن البحر الأبيض المتوسط مجموعة غنية ومتنوعة من النظم البيئية الساحلية، مثل مروج الأعشاب البحرية، والمستنقعات المالحة، والبحيرات الساحلية، وغيرها. وهي نظم توفر، اضافة لدورها الأساسي في الحفاظ على التنوع البيولوجي، موارد حيوية تدعم سبل عيش المجتمعات المحلية، وتعمل كحواجز طبيعية تحمي من تأثيرات تغير المناخ. إلا أنها تواجه تهديدات متزايدة، تشمل التلوث والصيد الجائر والتوسع العمراني وارتفاع مستوى سطح البحر. وهو ما يجعل الحاجة إلى إدارة مستدامة للسواحل أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، ولكل منا دور محوري يلعبه في حماية هذه البيئات الثمينة.
تمكين المرأة من أجل ساحل متوسطي مستدام
سيحتفل بيوم الساحل المتوسطي هذا العام في مدينة عنابة، في الجزائر، يوم 25 سبتمبر 2024، تحت شعار “موجة النساء من أجل استدامة السواحل في المتوسط”. ويهدف هذا الحدث إلى تسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه النساء في تقديم الحلول المستدامة للمناطق الساحلية ودعمها. على مر العصور، كانت المرأة في طليعة إدارة الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء، خاصة في المناطق الريفية التي تتأثر بشكل أكبر بتبعات تغير المناخ.
تشهد منطقة البحر الأبيض المتوسط ارتفاعا في درجات الحرارة بنسبة 20% أسرع من المتوسط العالمي. وهو ما يفرض تحديات غير مسبوقة على المجتمعات الساحلية، وخاصة النساء، التي تتحمل عبئا كبيرا نتيجة تأثيرات تغير المناخ، كالجفاف والفيضانات. ورغم هذه الصعوبات، تُظهر العديد من النساء قدرا استثنائيا من الصمود في مواجهة تلك الأزمات، من خلال المشاركة الفعالة في مبادرات التنمية المستدامة وقيادة مشاريع مبتكرة في مجتمعاتهن. هذا الصمود وهذه القدرة القيادية يلعبان دورا حيويا في مواجهة التدهور البيئي. إن تمكين المرأة لتولي أدوار قيادية في إدارة السواحل يمكن أن يسهم في تقديم حلول أكثر شمولية وفعالية، تعزز من استدامة البيئة والمجتمعات.
من خلال الاحتفاء بمساهمات المرأة في تحقيق الاستدامة، يسعى يوم الساحل المتوسطي 2024 إلى تعزيز التعاون واستلهام أفكار وأساليب مبتكرة لحماية سواحل البحر الأبيض المتوسط. لا يقتصر تمكين المرأة على تحقيق المساواة فحسب، بل يتعدى ذلك إلى ضمان مشاركة الجميع في بناء مستقبل مستدام لبيئاتنا الساحلية. وعبر تمكين النساء من مختلف الأعمار وتعزيز شراكات حقيقية قائمة على المساواة بين الجنسين، يمكننا بناء مجتمعات أكثر صلابة، ودفع التحولات المستدامة التي نحتاجها من أجل مستقبلنا.
لمزيد من المعلومات حول يوم الساحل المتوسطي وفرص المشاركة، قم بزيارة: https://coastday.net/.
مشاركة