ينعقد الأسبوع العالمي للمياه في الفترة من 25 إلى 29 أغسطس، بتنظيم من المعهد الدولي للمياه بستوكهولم (SIWI). ويُعد هذا الحدث المؤتمر العالمي الأبرز في مجال قضايا المياه، حيث يبحث كيفية استخدام المياه كوسيلة لتعزيز السلام والاستدامة. ويجمع نخبة من المشاركين من مختلف أنحاء العالم، بدءًا من صناع السياسات والباحثين، وصولاً إلى قادة الأعمال والنشطاء، من أجل هدف مشترك وهو استكشاف دور المياه في بناء عالم أفضل.
يُعتبر الأسبوع العالمي للمياه أكثر من مجرد مؤتمر؛ فهو منتدى للتعاون والشراكة. يتم اختيار موضوع محدد له كل عام ليوجه الأجندة العالمية للمياه. ويركز في عام 2024 على التعاون في مجال المياه، ويبرز الإمكانات الهائلة لهذا المورد ليكون دافعا للتغيير الإيجابي.
ويسلط موضوع هذا العام، “عبور الحدود: المياه من أجل مستقبل سلمي ومستدام”، الضوء على الحاجة الماسة للتعاون في مجال المياه بين الأمم والمجتمعات. فالمياه، باعتبارها مورد عابر للحدود، لديها القدرة على أن تكون قوة موحدة، تعزز التعاون والتفاهم بين الشعوب. وهو موضوع يشجعنا على إدراك مدى ترابط عالمنا والمسؤولية المشتركة التي نتحملها لضمان مستقبل ينعم بالسلام والاستدامة.
تقع المياه في صميم العديد من القضايا العالمية، بدءا من الأمن الغذائي والصحة وصولاً إلى الزراعة والتكنولوجيا والتنوع البيولوجي وتغير المناخ. ويسعى الأسبوع العالمي للمياه من خلال المناقشات والتعاونات التي تجري خلاله إلى مواجهة هذه التحديات بشكل مباشر. فهو فضاء يتبادل فيه المشاركون الأفكار، ويعيدون النظر في الممارسات التقليدية، ويقيمون النهج السائدة في ضوء الاحتياجات المتغيرة والتقنيات الحديثة.
بالإضافة إلى كونه منصة للابتكار والتعاون، يلعب الأسبوع العالمي للمياه دورًا حيويًا في تعزيز الجهود الدولية المتعلقة بالمياه والتنمية والمناخ. وينتهز صانعو السياسات والمؤسسات هذه الفرصة لتسريع وتيرة التقدم في الاتفاقيات والمبادرات العالمية، مما يجعل هذا الحدث ملتقىً بالغ الأهمية لأولئك الذين يسعون إلى تشكيل مستقبل كوكبنا.
وباكتشافنا للأهمية العالمية للمياه، تتجلى ضرورة النظر في الحلول الطبيعية التي تساهم في تحقيق الأمن المائي. ومن بين هذه الحلول تبرز الأراضي الرطبة، التي تلعب دورا حيويا في معالجة أزمات المياه.
الحلول القائمة على الأراضي الرطبة لمواجهة أزمة المياه
تعتبر الأراضي الرطبة مصدرا طبيعيا للمياه ونظام ترشيح لها، حيث تنقي المياه من الملوثات وتحسن من جودتها. بالإضافة إلى ذلك، تلعب دورا هاما في تخفيف آثار الجفاف من خلال تخزين مياه الأمطار وإطلاقها تدريجيا، مما يضمن إمدادا ثابتا منها خلال فترات الجفاف. من خلال قدرتها على دعم التنوع البيولوجي، والسيطرة على الفيضانات، وعزل الكربون، تبرز أهميتها في دعم البيئة والإنسان على حد سواء. ومع ذلك، تختفي الأراضي الرطبة بمعدل مقلق بسبب النشاط البشري وتغير المناخ. ولذا، فإن حماية هذه النظم البيئية الحيوية يعد أمرا بالغ الأهمية، فتدهورها يقلل من قدرتها على توفير الخدمات الأساسية المتعلقة بالمياه مما سيؤدي بدوره إلى تفاقم الأزمة المائية.
ولكن إلى جانب فوائدها المحلية، تشكل الأراضي الرطبة أيضًا جوهر قضية عالمية بالغة الأهمية، ألا وهي إدارة الموارد المائية المشتركة العابرة للحدود. فالعديد من الأراضي الرطبة، بما في ذلك الأنهار والبحيرات، تعبر الحدود الدولية، مما يجعلها موارد مشتركة بين الدول. وتمثل الأحواض العابرة للحدود في المائة من تدفقات المياه العذبة في العالم، وهي حيوية لـ 2.8 مليار شخص يعيشون في 153 دولة تشترك في 310 أنهار وبحيرات و 592 خزانا للمياه الجوفية.
يشكل هذا الترابط تحديا كبيرا يتمثل في الحاجة إلى التقاسم العادل لهذه الموارد الحيوية وحمايتها من أجل منع النزاعات وتعزيز التعاون. ويمكن للإدارة السليمة للأراضي الرطبة العابرة للحدود أن تحول مصادر التوتر المحتملة إلى فرص للتعاون، ودفع عجلة التنمية المستدامة وتعزيز السلام بين الدول
للمزيد من المعلومات:
مشاركة