اليوم العالمي للبيئة: دعوة لحماية كوكبنا وأنظمتنا البيئية

يُحتفل باليوم العالمي للبيئة في الخامس من يونيو من كل عام، وهو مناسبة تجمع ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم في مهمة مشتركة لحماية الطبيعة واستعادتها. يُعتبر هذا اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة فرصة لتعزيز الوعي العام وتحفيز العمل نحو معالجة القضايا البيئية الملحة.

رغم كونها ضرورية لبقاء البشرية، تواجه النظم البيئية مثل الأراضي الرطبة والجافة والزراعية والغابات، تهديدات كبيرة. يُفقد ما يقرب من 12 مليون هكتار من الأراضي سنويا بسبب التدهور، مما يؤثر بشدة على إمدادات الغذاء والمياه في جميع أنحاء العالم. ويؤدي هذا التدهور إلى تعطيل توازن الموائل الطبيعية، مما يجعل من الصعب على النظم البيئية التعافي ومواصلة تقديم خدماتها الأساسية.

واستجابة لهذه القضايا الملحة، يتمحور موضوع اليوم العالمي للبيئة لهذا العام حول استعادة الأراضي، ووقف التصحر، ومقاومة الجفاف. وتحت شعار “أرضنا مستقبلنا. #معا_نستعيد_كوكبنا”، تؤكد الحملة على الحاجة الملحة لاستعادة الأراضي المتدهورة وبناء القدرة على الصمود في وجه الجفاف، لضمان مستقبل مستدام للجميع.

 

 

 

الدور الحيوي للأراضي الرطبة
تُعدُّ الأراضي الرطبة، بما في ذلك البحيرات والأنهار والمستنقعات والأراضي الخثية، من بين أكثر النظم البيئية تعرضًا للتهديد. على الرغم من ذلك، تلعب هذه النظم دورًا حيويًا في بيئتنا، حيث تسهم بشكل كبير في مكافحة تغير المناخ من خلال تخزين ما يتراوح بين 20 إلى 30% من الكربون العالمي، رغم أنها تغطي فقط 5-8% من سطح الأرض. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الأراضي الرطبة في مكافحة الجفاف عبر امتصاص المياه الزائدة خلال فترات الأمطار وإطلاقها ببطء مرة أخرى إلى البيئة، مما يساهم في استقرار إمدادات المياه. علاوة على ذلك، تدعم هذه الأراضي سبل العيش من خلال توفير الغذاء والوظائف والمياه العذبة، وتعتبر أيضًا موائل مهمة للتنوع البيولوجي، حيث تأوي مجموعة غنية ومتنوعة من الأنواع النباتية والحيوانية.

 

© A.Satta

 

فقدان الأراضي الرطبة وأسباب تدهورها
على الرغم من أهميتها الكبرى، تكبدت الأراضي الرطبة خسائر فادحة في مساحتها. فمنذ عام 1700، اختفى أكثر من 85% من الأراضي الرطبة على مستوى العالم، بينما فقدت منطقة البحر الأبيض المتوسط نصف أراضيها الرطبة الطبيعية منذ عام 1970.

لقد فقدت الأراضي الرطبة في المقام الأول بسبب الأنشطة البشرية مثل التجفيف والردم لأغراض الزراعة والتنمية الحضرية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني هذه النظم البيئية من تدهور كبير نتيجة الأنواع الغازية، وتغير تدفقات المياه، والتلوث، والإفراط في استخراج الموارد الطبيعية. كما يزيد تغير المناخ من تفاقم الوضع من خلال التسبب في حالات جفاف أكثر تواترًا وشدة وارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى زيادة التبخر.

عواقب تدهور الأراضي الرطبة
توفر الأراضي الرطبة خدمات أساسية مثل تنقية المياه والتحكم في الفيضانات وتخزين الكربون. ولكن يترتب على تدهورها وفقدانها عواقب وخيمة تطال الناس والطبيعة. فعلى سبيل المثال، عندما تتدهور الأراضي الرطبة، فإنها تفقد قدرتها على تخزين المياه بكفاءة، مما يؤدي إلى تفاقم أزمات المياه أثناء فترات الجفاف. كما تطلق الأراضي الرطبة المتدهورة الكربون المخزن فيها، فتتحول بذلك من بالوعات للكربون إلى مصادر له، مما يساهم في الاحتباس الحراري. ويهدد هذا الفقدان لخدمات النظم الإيكولوجية سبل عيش ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على الأراضي الرطبة للحصول على الغذاء والماء والأنشطة الاقتصادية.

تدابير واستراتيجيات الحفظ
ومن أجل وقف فقدان الأراضي الرطبة وعكس مساره، يتوجب علينا تنفيذ تدابير للحفظ من خلال خطط استراتيجية مختلفة مثل إنشاء مناطق محمية، واستعادة الأراضي الرطبة المتدهورة، وتنظيم استخراج المياه، ومكافحة التلوث. ويمكن أن يساعد إدماج حماية الأراضي الرطبة في الاستراتيجيات وخطط العمل الوطنية للتنوع البيولوجي، وكذلك خطط الحد من مخاطر الكوارث، في معالجة العوامل المباشرة وغير المباشرة لفقدانها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تعزيز مشاركة المجتمع المحلي وتشجيع ممارسات التنمية الزراعية والحضرية المستدامة إلى زيادة حماية هذه النظم الإيكولوجية الأساسية والحفاظ عليها.

لذا؛ دعونا نستفد من اليوم العالمي للبيئة للدعوة إلى توحيد جهودنا لحماية أراضينا الرطبة الثمينة واستعادة المتدهورة منها وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

 

مزيد من المعلومات:
https://www.worldenvironmentday.global/