استخدام بيانات وأدوات رصد الأرض لدعم الترميم في حوضي سبو ووادي مجردة

توفر الأراضي الرطبة المتوسطية المحفوظة والمُدارة بعناية خدمات لا تقدر بثمن تساهم في رفاهية الإنسان. فهي تساعدنا على التأقلم مع الكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ كالفيضانات والجفاف والعواصف العاتية وتآكل الأراضي و تساهم في تخفيف آثارها.

ومع هذا، فإن الأراضي الرطبة تواجه تحديات كبيرة وتتعرض لخسائر جسيمة، إذ فقدت منذ سبعينيات القرن الماضي حوالي نصف مساحتها، وفقًا لما أفاده مرصد المناطق الرطبة المتوسطية (OZHM). وهذا التراجع المستمر ينعكس سلبا على الخدمات الحيوية التي كانت توفرها هذه الأراضي، مما يؤثر على سلامة المجتمعات المحلية المجاورة وسبل عيشها. وفي ظل هذه التحديات المناخية، يتعين علينا اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذا التدهور، وحماية المواقع المتبقية واستعادة الأراضي المتضررة.

يعد الاستخدام السريع والفعّال من حيث التكلفة للبيانات في رسم خرائط لهذه النظم البيئية ورصد حالتها أمرا بالغ الأهمية. فهي تمكننا من مراقبة تغيراتها عن كثب واتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة للحفاظ عليها وإدارتها بشكل مستدام. وفي هذا الصدد، توفر تكنولوجيا رصد الأرض (EO)، جنبًا إلى جنب مع التحليل المكاني المبتكر، بيانات مجانية ومفتوحة المصدر تساعد على متابعة حالة هذه النظم البيئية بشكل مستمر ودقيق.

وفي هذا السياق، نُشرت دراسة حديثة في المجلة الأورومتوسطية للتكامل البيئي من تأليف أنيس قلمامي، الذي يشغل منصب منسق مرصد المناطق الرطبة المتوسطية. وتناولت هذه الدراسة استخدام بيانات رصد الأرض كأداة لرسم خرائط للأراضي الرطبة وتحديد المساحات المتبقية والمفقودة، وفهم استخداماتها الحالية، وتقدير الجهود اللازمة لاستعادة ما فُقِد أو حوّل لأغراض أخرى. ومن خلال استخدام نهج مبتكر، أبرزت هذه الدراسة فعالية هذه الأدوات في تحديد المواقع التي تحتاج لعمليات الترميم. وقد تم اختبار هذا النهج في حوض نهر سبو بالمغرب وﺣوض وادي ﻣﺟردة اﻟﻣﺷﺗرك ﺑﯾن ﺗوﻧس واﻟﺟزاﺋر.

وأظهرت النتائج وجود مساحات شاسعة من الأراضي الرطبة التي يمكن استعادتها، تبلغ مساحتها أكثر من 7000 كيلومتر مربع في سبو و1700 كيلومتر مربع في مجردة، مما يوفر أساسًا هاما لإدارة الموارد المائية وتخطيط استخدام الأراضي. كما يمكن أن توجه هذه البيانات جهود استعادة الأراضي الرطبة بوصفها حلولًا قائمة على الطبيعة، مما يُسهم في تجديد موائلها واستعادة خدمات النظام البيئي الضرورية لرفاهية الإنسان.

رابط المقال: https://doi.org/10.1007/s41207-023-00443-6

 

حوض سيبو بالمغرب. الصورة © O. Belloulid, LPM