تُعد بحيرة سالدا، التي باتت تعرف بـ “جزر المالديف التركية” في ولاية بوردور جنوب غربي البلاد، واحدة من أعمق البحيرات في تركيا، وهي إحدى أبرزالوجهات السياحية في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل شواطئها الرملية البيضاء ومياهها الصافية والطبيعة الخضراء المحيطة بها. وقد أثّر الارتفاع الكبير في عدد الزوار والهياكل العشوائية سلبًا على البحيرة، مما يضعها في مواجهة خطر التلوث، الذي إذا ما إستمر بمعدله الحالي، قد يتسبب في فقدان البحيرة لبعض سماتها المميزة.

بحيرة سالدا ، تركيا. تصوير: © Ersan BERBEROGLU
وتواصل وزارة البيئة والتخطيط العمراني التركية جهودها الرامية لحماية بحيرة سالدا من خلال القضاء على هذه الآثار السلبية واحدة تلو الأخرى. وشيدت في الغرض حواجز خشبية على بعد 500 مترا خلف البحيرة لمنع المركبات من المرور على طول شاطئها. وأزيلت جميع أنواع الهياكل غير النظامية المؤقتة وغير القانونية، والخيام والمباني المصنوعة من حاويات الشحن. كما يتم تنظيف المنطقة وتُجمع القمامة بانتظام.
وبفضل تدابير الحماية المتخذة داخل البحيرة وحولها، تحسنت جودة المياه لتصل إلى مستوى جودة مياه الشرب. بالإضافة إلى ذلك، تم توسيع مساحة حديقة بحيرة سالدا الطبيعية التي كانت تمتد على 48.5 هكتارًا، لتبلغ 230.6 هكتارًا العام الماضي.
وبدأت المنظمات غير الحكومية والجامعات في إجراء أبحاث حول التنوع البيولوجي في بحيرة سالدا وحولها. ووفقًا لنتائج هذه الدراسات، من المخطط أيضًا الحد تدريجيًّا من الولوج إلى الجزر البيضاء والسير على الرمال.
من أجل حماية البنية الطبيعية لبحيرة سالدا، لن يُسمح بحمامات الطين في الجزر البيضاء والشواطئ العامة، وسيتم حظر إزالة الطين والرمل من الشاطئ وقاع البحيرة. كما لن يُسمح باستخدام مستحضرات التجميل مثل الشامبو والصابون في البحيرة ومناطق الاستحمام، بالإضافة إلى حضر تناول الأطعمة والمشروبات، ووضع أسرّة التشمّس والخيام وإقامة النزهات في المنطقة.
كما حظرت الوزارة التدخين في بحيرة سالدا حيث توجد الرمال البيضاء. وتسهر قوات الدرك وفرق الشرطة على توفير الأمن في البحيرة والجزر البيضاء، وتتفقد لجنة من ولاية بوردور المنطقة مرتين في الأسبوع. ولا يسمح بدخول المركبات إلى المنطقة حتى يتم إزالة جميع النفايات.
وكانت وزارة البيئة والتخطيط العمراني قد أعلنت، في العام الماضي، بحيرة سالدا “منطقة بيئية محمية خاصة”، والتي كانت قد صُنفت في عام 1989 كمنطقة محمية طبيعية من الدرجة الأولى والثانية. وساهمت اللوائح السابقة في زيادة مساحة المنطقة المشمولة بحماية خاصة من 4411 هكتارا إلى 29542 هكتارا. وتبلغ المساحة الطبيعية للموقع 8498 هكتارًا، حيث كانت سابقاً 5867 هكتارًا. ومع إعلان البحيرة منطقة محمية خاصة، سيتم إجراء بحث على 301 نوعًا من النباتات المائية والبرية، التي تنتمي إلى 61 عائلة موجودة في البحيرة.
وتهدف هذه الإجراءات إلى حماية الجمال الطبيعي لبحيرة سالدا ومنع الأنشطة البشرية من التأثير سلبا عليها. كما تم وضع ساحل البحيرة تحت الحماية لمنع تلف النسيج الطبيعي والثقافي للمنطقة.
المصدر: ترجمة بتصرف لمقال باللغة الإنجليزية نشرته وكالة الأناضول بعنوان “Turkey to protect Lake Salda with new regulations”.
مشاركة