يوم الساحل المتوسطي ​​2019: الاحتفال بالحلول القائمة على الطبيعة ودورها في مواجهة تغيّر المناخ في المنطقة

يتعرض ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​لتهديدات كبرى ناجمة عن تغير المناخ الذي يمثل أحد أشد الأزمات التي واجهتها البشرية على الإطلاق. إن لارتفاع مستوى سطح البحر وتغير أنماط العواصف وارتفاع درجة حرارة المياه آثارا خطيرة على حياة أكثر من ثلث سكان المنطقة – أي حوالي 180 مليون شخص.

 

تحتفل دول البحر الأبيض المتوسط ​​بـ “يوم الساحل” في 25 سبتمبر من كل عام، والذي يسلط الضوء على أهمية المناطق الساحلية كموارد طبيعية وثقافية واجتماعية واقتصادية تُسهم في التنمية المستدامة.

 

يقول أليسيو ساتا، منسق مبادرة MedWet: “إن مع الارتفاع المتوقع لمستوى سطح البحر الأبيض المتوسط ​​بمقدار متر بحلول عام 2100، أصبح من المُلِح أكثر من أي وقت مضى معالجة مشكلة تغيّر المناخ في المنطقة. ويُعد التعاون القوي بين واضعي السياسات أمرًا بالغ الأهمية من أجل إيجاد حلول فعّالة ومستدامة للحد من مخاطر الكوارث المناخية. وبالنظر إلى فشل الإجراءات السابقة القائمة على البُنى التحتية المادية التقليدية، وجب إيجاد حلول طبيعية بديلة – والطبيعة لديها الكثير لتقدمه في هذا الشأن“.

إذا ما تمت حمايتها واستعادتها على النحو الأمثل، فإن الأراضي الرطبة الساحلية، بما في ذلك الشعاب المرجانية وأشجار المانغروف والمستنقعات المالحة وغيرها، تعمل كضمانات وقائية طبيعية ضد الأحداث المناخية المتطرفة من خلال الخدمات المتعددة التي تقدمها، والمتمثلة أساسا في التقليل من حدة الأمواج والحماية من الفيضانات والحد من خطر المد العاصفي والتقليل من تآكل التربة.

“هذا هو ما نسميه بالحلول القائمة على الطبيعة. إنها تتيح لنا تنفيذ نُهج مستدامة وقوية وغالبا أكثر فعالية من حيث التكلفة من الحلول التقليدية الاصطناعية لوحدها. نحن بحاجة ماسة لأن نتعلم العمل أكثر مع الطبيعة عوضا عن الوقوف ضدها “، يضيف أليسيو ساتا.

 

تغير المناخ. تصوير: © Maïlis Renaudin

 

فعاليات مختلفة إحتفالا بيوم الساحل

على الصعيد الإقليمي، سيُحتفل بيوم الساحل هذا العام في Ayia Napa في قبرص يوم 25 سبتمبر 2019 بتنظيم من PAP/RAC بالتعاون مع وزارة الزراعة والتنمية الريفية والبيئة وبالتحديد قسم البيئة. كما سيتم أيضا تنظيم فعاليات أخرى في العديد من المناطق في حوض البحر الأبيض المتوسط.

هذا وتدعم حملة Off Your Map للأراضي الرطبة الساحلية المتوسطية أنشطة يوم الساحل في البلدان التالية:

في سردينيا (إيطاليا)، تروج مؤسسة MEDSEA لـماراثون مدته 48 ساعة يهدف إلى خلق أفكار مشاريع ومقترحات تجارية جديدة، يتم تطويرها بناءً على المفاهيم الأساسية للاقتصاد الأزرق. وهو ما يُعرف بإسم Blue Hack وهو هاكاثون (hackathon) يتواصل لمدة يومين (27 و 28 سبتمبر) وينظمه الحرم الجامعي المفتوح في مركز الزوار في بلدية San Vero Milis. وسيُطلب من المشاركين البحث عن حلول مبتكرة لتعزيز إستراتيجية النمو (growth strategy) في القطاعات المتعلقة بالبحر والمناطق الساحلية وفقًا لطرق الاستدامة البيئية، مع إيلاء اهتمام خاص بتعزيز الأراضي الرطبة والمناطق الساحلية لخليج أوريستانو. إقرأ المزيد عن الحدث في هذا الرابط.

وفي تونس، نظم الصندوق العالمي للطبيعة – مكتب شمال إفريقيا يومي 21 و 22 سبتمبر فعالية توعوية حول بحيرة غار الملح حَملت موضوع “المياه وتغير المناخ”. وتضمنت الفعالية، التي حضرها 40 مشاركًا، زيارات وورش عمل إبداعية مع مخيم حول البحيرة، بالإضافة إلى إقامة تعليمية نُظمت فيها ورش توعوية وسرد للقصص التي يرويها السكان المحليون حول تاريخ المنطقة و طريقة الزراعة التقليدية المسماة ب ‘القطعاية’ ومدى تأثرها بتغير المناخ.

أما في ألبانيا، فينظم يوم الساحل لأول مرة هذا العام في منطقة “المناظر الطبيعية المحمية” لنهر بونا – فليبوجا. وتشمل التظاهرة أنشطة مختلفة مثل التجديف وسباق للدراجات و مسابقة للصور ومعرض تقليدي للتعريف بفن الطهي وعرض للفنون والحرف التقليدية التي تتميز بها المنطقة.

وفي الجبل الأسود، ستنظم المؤسسة العامة لإدارة المناطق الساحلية حملة تنظيف لشاطئ “لونج بيتش” في أولسيني بمشاركة تلاميذ المدارس. ثم سيقومون بعدها بزيارة ملاّحات أولسيني، التي أُعلنت مؤخرًا كموقع رامسار، ليتعرف التلاميذ عن كثب على أهمية الأراضي الرطبة بشكل عام، وفي حياة الطيور بشكل خاص.

 

المزيد من المعلومات

تعرف على الحلول القائمة على الطبيعة من خلال منشور: “ Outsmart climate change: work with nature! Enhancing the Mediterranean’s climate resilience through Nature-based Solutions

الموقع الرسمي ليوم الساحل المتوسطي: http://www.coastday.org/

انضم إلى حملة “Off Your Map” التي تقودها MedWet:

http://offyourmap.org/