نظمت جامعة ابن طفيل في القنيطرة يومي 27 و 28 مارس 2019 بالتعاون مع محافظة القنيطرة والمعهد العلمي بالرباط وجمعية «La goutte d’Ô» الفرنسية، مؤتمرا دوليا تحت عنوان “حماية الأراضي الرطبة وتثمينها وفق مقاربة تشاركية مجالية“.
خلال الجلسة الافتتاحية، حذر السيد عبد العظيم الحافي، المفوض السامي للمياه والغابات ومكافحة التصحر في كلمة له من أن البشرية تسير نحو حتفها، مشيرًا إلى أن كوكب الأرض سيكون تحت وطأة “ديون إيكولوجية” بداية من يوليو المقبل. كما أشار إلى أن العالم بأسره يدرك هذه الحقيقة باستثناء أولئك الذين ينكرون الحقائق العلمية، وحث على ضرورة بذل جهود جبارة وفورية ستَقطِف ثمارها آجلا الأجيال المقبلة. وأظاف بأن التضامن ليس فعلا تلقائيا ينشأ في ظل اقتصاد الكفاف من أجل التنمية المستدامة بل هو بناء اجتماعي سيُغذى بموافقة الجميع، وهنا تكمن كل الصعوبة.
ومن جانبه، أكد السيد فؤاد محمدي، عامل القنيطرة، على الأهمية القصوى التي تكتسيها مسألة حماية الأراضي الرطبة وتثمينها. وذكّر في هذا الصدد بتوقيع المغرب على اتفاقية رامسار بشأن الأراضي الرطبة سنة 1980، والتي تهدف إلى وضع استراتيجيات وخطط رئيسية للحفاظ على هذه النظم البيئية وضمان إستدامتها وإستمرار تقديمها لوظائفها الايكولوجية.
أما السيد كلود بارال، رئيس Syndicat du Bassin de l’Or ونائب رئيس مجلس مقاطعة Hérault بفرنسا، فقد ذكّر بما تتعرض له الأراضي الرطبة والسواحل في العالم من ضغوط اقتصادية وديموغرافية وحضرية هائلة. ودعا إلى ضرورة تطوير استراتيجيات مشتركة وتنفيذها من أجل حماية البيئة والتنوع البيولوجي. وأشار إلى أن إدارة الأراضي الرطبة تعتمد على إشراك المواطنين وجميع أصحاب المصلحة المعنيين، وهي ممارسة جيدة في إطار الديمقراطية المحلية.
هذا و قد إنتهز المجلس العالمي للمياه (WWC)، الذي تمت دعوته خلال مؤتمر القنيطرة، الفرصة للثناء على التزام المملكة المغربية القوي تجاه قضايا المياه ومسألة تغير المناخ. ومثل هذا الاجتماع مناسبة للتعريف بالمجلس العالمي للمياه وهياكله والمجالات الرئيسية الثلاثة لأنشطته المتمثلة في السياسة المائية النشطة والتحديات الناشئة والمنتدى العالمي للمياه. وقد أكدت دلفين ميكيل، ممثلة WWC، على التزام المجلس العالمي للمياه بالحفاظ على الأراضي الرطبة، وأن تحدي الحفاظ على التنوع البيولوجي هو عامل مساعد على تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ والتكيف مع آثاره و هو من الأمثلة التي روجت لها WWC. وفي إشارة إلى منتدى المياه العالمي القادم، فسيعقد في السنغال في مارس 2021، وهو يمثل أول منتدى يعقد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وسيكون موضوعه العام “الأمن المائي من أجل السلام و التنمية”. كما سيتم خلاله أيضا مناقشة المجالات الأربعة ذات الأولوية وهي الأمن المائي، التعاون، المياه والتنمية الريفية، الوسائل والأدوات.
ومن جهة أخرى، سلط السيد عز الدين الميداوي، رئيس جامعة ابن طفيل، الضوء على الأهمية الإيكولوجية الكبرى التي تتمتع بها القنيطرة لوقوعها في أكثر مناطق المملكة المغربية غِنًى بالتراث الطبيعي والأراضي الرطبة. وأثنى على الجهود الكبرى التي بذلتها هذه المؤسسة الجامعية في ما يتعلق بالمسائل البيئية. كما رحّب بالتزام جميع مكونات الجامعة بالحفاظ على البيئة، مشيدا بالمساهمة الفعالة للطلاب في النظافة والحفاظ على الطابع الأخضر والبيئي للحرم الجامعي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر الدولي المعني بالأراضي الرطبة توج ب” إعلان القنيطرة“ الذي سيتم من خلاله تحديد المجالات والطرائق التي يعتزم الشركاء من خلالها مواصلة تعاونهم داخل الشبكة الدولية “ALZYMA” االمنشاة لهذا الغرض. ويجدر الذكر أن ALZYMA هي قارب قديم يعود لزمن بلاد الرافدين (من 3000 إلى 4000 سنة قبل الميلاد)، ويرمز إلى إظهار الارتباط والتبادلات والشراكة التي سيتم إنشاؤها بين أعضاء هذه الشبكة الدولية حول المسائل المتعلقة بالأراضي الرطبة. وستتعاون هذه الشبكة مستقبلا مع شبكات أخرى ناجحة ومعترف بها ومنظمة بالفعل، على غرار مبادرة MedWet، من أجل تنفيذ وظائفها و بلوغ أهدافها.
المصدر: مقال باللغة الفرنسية على مواقع صحيفة ”Le Matin” – بتصرف
مزيد التفاصيل:
تحميل إعلان القنيطرة: الفرنسية / الإسبانية / الإنجليزية
البيان الصحفي بعد إنتهاء المؤتمر
مداخلة ممثلة المجلس العالمي للمياه (WWC)
الإتصال ب:
Serge Miquel
رئيس جمعية «La goutte d’Ô» الفرنسية
مشاركة