تعرف على أرض رطبة: بحيرة نورا (بولا ، سردينيا)

تقع بحيرة نورا في بلدية بولا (جنوب غرب سردينيا ، إيطاليا)، وهي أرض رطبة طبيعية تستحق الزيارة مرة واحدة على الأقل في الحياة. كما تعد البحيرة مكاناً ملائما للعديد من الأنشطة البيئية و الثقافية والترفيهية المثيرة للاهتمام التي ينظمها ”مركز التعليم البيئي و إنقاذ الحيتانيات والسلاحف البحرية” (CEAS Nora).

لا تشد بولا الزائرين فقط ببحرها الخلاب وشواطئها ومناظر الطبيعية الساحرة، وإنما أيضا بتاريخها الغني الذي يمتد على مدى قرون عدة. لقد شهدت المنطقة تعاقب حضارات عدة لعل أبرزها الحضارة النوراجية التي استقرت بها منذ حوالي 1300 سنة قبل الميلاد، إضافةً إلى الفينيقيين والرومان والحضارة البونية.

أما من الناحية الإيكولوجية، تم تسجيل بحيرة نورا بالفعل كموقع ذات أهمية مجتمعية (ITB042216) بفضل احتوائها على موائل وأنواع ذات أهمية كبرى وجبت حمايتها. ونتيجة لذلك، كان من الطبيعي جداً إنشاء مركز التعليم البيئي و إنقاذ الحيتانيات والسلاحف البحرية” (CEAS Nora) في المنطقة.

 

بحيرة نورا (بولا ، سردينيا)، تصوير: CEAS Nora

 

تقع بحيرة نورا على بعد كيلومترين من بلدية بولا وتبلغ مساحتها 37.6 هكتار. وتتواجد خلف الشاطئ الذي يحمل الاسم نفسه وبقايا مدينة نورا القديمة. تشتمل البحيرة على نظام متفرّع من القنوات والجزر الصغيرة التي تميز مصب نهرها، Rio Arrieras. ويفصل هذه البحيرة عن البحر شبه جزيرة Fradis Minoris، وهي عبارة عن تشكيل جيولوجي يُعرف باسم ”البنك” التيراني الغني بالمحتويات الأحفورية.

لقد استعمرت الحضارة النوراجية القديمة شبه الجزيرة منذ حوالي 1300 قبل الميلاد، و استخدمت في وقت لاحق في العصر البونيقي والروماني، لاستخراج المواد اللازمة لبناء مدينة نورا، التي مثلت مركزا مهما أسسه الفينيقيون في القرن الأول قبل الميلاد. ثم تطورت حتى بلغت ذروتها تحت حكم الإمبراطورية الرومانية خلال القرنين الأول والثاني قبل الميلاد.

 

إطلالة بانورامية على مدينة نورا الرومانية القديمة وبحيرتها. تصوير: Gianni Alvito

 

تُغطى البحيرة الآن بنباتات البحر الأبيض المتوسط ​​الوارفة بما في ذلك النباتات المثالية للأراضي الرطبة المائلة للملوحة.  ومما يثير الاهتمام بشكل خاص هو التواجد العالي للموائل ذات الأهمية المجتمعية (SCI) مثل 1110: الحواجز الرملية التي غالبا ما تكون مغطاة قليلا بماء البحر، 1150*: البحيرات الساحلية و 1550*: السهول الملحية المتوسطية (Limonietalia). كما تعد البحيرة مكانا خصباً لنمو أنواع نباتية مختلفة خاصةً منها Limonium carisae وهو نوع حصري لهذه المنطقة، وكذلك Cymodocea nodosa و Cressa cretica و Malva lusitanica subsp. lusitanica و Nigella arvensis subsp. glaucescens.

 

نبات Malva lusitanica. تصوير: Gianluigi Bacchetta

 

يعد Riella notarisii هو الأكثر انتشارًا من بين الطحالب في بحيرة نورا وهو يعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض بشدة. كما تعد البحيرة موطنا لكثير من أنواع الطيور، بما في ذلك نوع (Audouin Gull (Larus audouinii النادر، وهو الطائر المستوطن الوحيد في البحر الأبيض المتوسط ​​من جنس Larus، والذي يتخذ جزءًا من مصب الأنهار في البحيرة موقع تعشيش رئيسي له في إيطاليا.

سعياً منهم للمحافظة على الثراء الإيكولوجي للبحيرة، يعمل Giuseppe Ollano ومعاونوه منذ عام 1985 لإحياء هذا الموقع المهم من خلال تنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية للمهتمين بزيارة هذه البحيرة، مع إيلاء اهتمام خاص بالأجيال الشابة من خلال غرس المفاهيم والقيم البيئية الصحيحة لديهم وتعزيز سلوكهم البيئي الإيجابي، وتطوير قدراتهم ومهاراتهم اللازمة لحل المشكلات البيئية بإعتبارهم يعدون قادة المستقبل في مجال حماية البيئية. كما يضم فريق مركز التعليم البيئي CEAS Nora خبراء بيولوجيا وغواصين مهمتهم إنقاذ الحوتيات والسلاحف المصابة ورعايتها.

 

مركز التعليم البيئي و إنقاذ الحيتانيات والسلاحف البحرية (CEAS Nora). تصوير: CEAS Nora

 

ويمكن للزوار الإستمتاع بركوب الزوارق والتجذيف، حيث تتيح لهم هذه التجربة التمتع بمنظر مثالي للبحيرة، فضلاً عن استكشاف ساحل نورا المجاور. و تتخلل هذه الرحلة عمليات غوص في أعماق البحيرة لإستكشاف عالمها الخفي. كما لا يجب أن يفوت الزوار زيارة المتحف وحوض الأسماك ومركز الإنقاذ أين تتعافى السلاحف والأنواع البحرية الأخرى قبل إطلاقها في البحر.

وأخيراً وليس آخراً، يدرس المركز أفضل ممارسات الصيد المستدام من خلال إشراك الصيادين المحليين في الاستخدام التقليدي لموارد البحيرة، وهي ممارسات تتم من خلال القوارب والأدوات المستخدمة غالباً في بحيرات سردينيا. كما يمكن للزوار إختتام زيارتهم للبحيرة بشكل مثالي وذلك بتذوق أشهى الوجبات الأصيلة في المنطقة يعدها طهاة متخصصون ومتكونة أساساً من المأكولات البحرية المتواجدة في نورا.

 

أنشطة تثقيفية لفائدة الأطفال في مركز التعليم البيئي و إنقاذ الحيتانيات والسلاحف البحرية (CEAS Nora). تصوير: CEAS Nora

 

إن زيارة بحيرة نورا تجربة لا تنسى. فالأطفال الذين يزورونها يغادرون المركز وهم أكثر وعياً وممتنون كثيراً لاكتشاف القيمة الإيكولوجية العالية للأراضي الرطبة الفريدة والمحافظ عليها جيداً والتنوع البيولوجي العالي الذي تحتوي عليه. يجسد المركز مختبرا استثنائيا للأفكار حول كيف يمكن للحفاظ على البيئة وبرامج التعليم والاقتصاد المستدام أن تتعايش بشكل متجانس لمزيد تحسين نمط حياتنا.

 

إعادة سلحفاة بحرية إلى البحر. تصوير: CEAS Nora

 

للمزيد من المعلومات:

اقرأ المزيد حول البحيرة (باللغة الإنجليزية):
http://www.visitpula.info/the-nora-lagoon/?lang=en

موقع البحيرة: http://www.lagunadinora.it/
صفحة البحيرة على الفيسبوك

شاهد فيديوهات عن البحيرة:
https://www.youtube.com/watch?v=NDOhXwMB0iE
https://www.youtube.com/watch?v=NPX4tsstfpU

 

الاتصال ب:

إدارة بحيرة نورا (بولا ، سردينيا)
info@lagunadinora.it

Daniela Fadda، مدير المشروع
+39 070 9209544
dfadda@lagunadinora.it