نتيجة لتسارع وتيرة استنزاف الأرض بكل مكوناتها الطبيعية، قفز يوم التجاوز الإيكولوجي للأرض (Overshoot Day) هذا العام إلى الأول من أغسطس حيث تقدم يومين إثنين عن تاريخ السنة الفارطة، وهو أقرب تاريخ مسجل على الإطلاق منذ اعتماد مفهوم ما يعرف بـ “يوم تجاوز موارد الأرض” في مطلع السبعينيات، وقت كان هذا الموعد يصادف التاسع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر. ويمثل هذا التاريخ اليوم الذي استنفذنا فيه رصيدنا الإيكولوجي لبقية العام أي النقطة التي استنزفت فيها البشرية موارد الأرض التي في وسع الطبيعة تجديدها طوال العام.
وفقًا لمنظمة Global Footprint Network (البصمة العالمية) غير الحكومية، نحتاج إلى ما يعادل 1.7 ضعف موارد الأرض المتاحة لتلبية احتياجاتنا من الموارد إذا لم نخفض من نهمنا الحالي في استهلاكها. فنحن نستخدم موارد وخدمات إيكولوجية أكثر مما يمكن للأرض تجديده نظرًا للإفراط فى الصيد والاستغلال المفرط للغابات وتزايد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أكبر مما في وسع المحيطات والغابات امتصاصه. ويتوقع أن يتجاوز طلب البشر للموارد الإيكولوجية على كوكب الأرض ما يمكن للطبيعة أن تجدده بنحو 75 في المائة بحلول عام 2020.
معًا نغير تاريخ يوم التجاوز الإيكولوجي للأرض (#MoveTheDate) من أجل تحقيق الاستدامة
رغم كل ما سبق ذكره، فهذا الوضع قابلٌ لعكس مساره، وهناك أمل لتأخير تجاوز قدرة الأرض لخمسة أيام كاملة. إذ تفيد دراسة أجرتها المنظمة إلى أنَّ استبدال 50% من معدلات استهلاك اللحوم بحميةٍ غذائيةٍ نباتيةٍ سيكون من شأنه تأخير يوم تجاوز قدرة الأرض لخمسة أيامٍ كاملةٍ. ورفع الكفاءة الإنتاجية في البناء والصناعة كذلك قد يُحدِث فارقاً يصل لثلاثة أسابيع، وخفض 50% من مكونات الكربون في البصمة الإيكولوجية سيمنحنا ثلاثة أشهرٍ لالتقاط أنفاسنا.
يقول الدكتور ماتيس واكرناغل، رئيس شبكة البصمة البيئية العالمية وأحد واضعي المعيار الحسابي للموارد في احتساب البصمة البيئية: “في شبكة البصمة العالمية، نعتقد أن الإفراط في استخدام النظم البيئية للأرض هو واحد من أكبر التحديات التي تواجه البشرية اليوم إضافةً إلى تغير المناخ”. كما يعتقد الدكتور ماتيس أن تغيير اقتصاداتنا لمواجهة هذا التحدي ليس بالمهمة السهلة. ولكن كما استفادت الإنسانية من الإبداع والإبتكار في الماضي، يمكننا أن نفعل الشيء نفسه مرة أخرى لخلق مستقبل زاهر خالٍ من الوقود الأحفوري ودون تدمير الكوكب.
ما هي الحلول الممكنة؟
يوجد العديد من الحلول لتحسين الاستدامة موزعة على أربعة مجالات رئيسية وهي:
- المدن: من المتوقع أن يعيش 80٪ من سكان العالم في المدن بحلول عام 2050. ولهذا، فإن استراتيجيات تخطيط المدن والتنمية الحضرية لها دور أساسي في تحقيق التوازن بين إمدادات رأس المال الطبيعي وطلب السكان. إقرأ المزيد هنا.
- الطاقة: إن تحويل الاقتصادات إلى اقتصادات خالية من الكربون هي أفضل فرصة ممكنة للتصدي لتغير المناخ، وسوف تحسن التوازن بين البصمة البيئية والموارد الطبيعية المتجددة على كوكب الأرض. إقرأ المزيد هنا.
- الغذاء:إن تغيير طريقة تلبية احتياجاتنا الأساسية المتمثلة في الغذاء هي حل فعال للتأثير على الاستدامة. يمكن أن يؤدي الحصول على المواد الغذائية محليًا وتجنب الأطعمة المعالجة إلى تقليل البصمة البيئية. إقرأ المزيد هنا.
- التعداد السكاني: إن الالتزام تجاه كل من يعيش حياة آمنة في عالم محدود الموارد يتطلب التصدي للنمو السكاني. وإن تمكين المرأة لشرط أساسي للاستدامة العالمية. إقرأ المزيد هنا.
انقر هنا لتكتشف كيف يتخذ الناس في جميع أنحاء العالم خطوات ل #MoveTheDate!
الأراضي الرطبة، بالوعات الكربون، تساهم أيضاً في #MoveTheDate
إن من شأن تخفيض مكونات الكربون في البصمة الإيكولوجية بنسبة 50% أن يجعلنا نخفض استهلاكنا من 1.7 إلى 1.2 ضعف موارد الأرض، وهو ما سيساهم بدوره في تأخير تاريخ يوم التجاوز الإيكولوجي للأرض بمقدار 93 يومًا.
يمكن أن تمثل الأراضي الرطبة جزءًا من الحل بفضل دورها الحيوي في إمتصاص الكربون وتخزينه. فوفقاً لاتفاقية رامسار، تمتص المستنقعات الساحلية وأشجار المانغروف من 6 إلى 8 أطنان من ثاني أكسيد الكربون لكل هكتار سنوياً، وهو ما يزيد بنحو مرتين إلى أربع مرات عن المعدلات العالمية الملحوظة في الغابات المدارية الناضجة. أما أراضي الخث فتغطي 3٪ فقط من مساحة الأرض الجملية، ولكنها تحتوي على ما يقرب من 30٪ من إجمالي الكربون الأرضي، أي ما يعادل 75٪ من كيمية الكربون في الغلاف الجوي وتخزن ما لا يقل عن ضعف الكربون في غابات الكرة الأرضية.
لمزيد من المعلومات:
يوم التجاوز الإيكولوجي للأرض: www.overshootday.org
الهشتاج المتداول على شبكات التواصل الاجتماعي: # MoveTheDate
شاهد الفيديو الخاص بيوم التجاوز الإيكولوجي للأرض
لاحتساب بصمتك البيئية الشخصية ومعرفة ما يمكنك أن تفعله لتخفيضها: www.footprintcalculator.org
مشاركة