يقول ديفيد أتينبورو، عالم الطبيعة البريطاني الشهير، ملخصاً فضائل الطبيعة: “يبدو لي أن عالم الطبيعة هو أكبر مصدر للإثارة وأعظم مصدر للجمال البصري وأعظم مصدر للثراء الفكري”. ولنا أن نضيف على كلامه: إنه مصدر للتنمية البشرية ولرفاه الإنسان.
يحتفل العالم في 28 يوليو من كل عام باليوم العالمي للمحافظة على الطبيعة. ويهدف هذا اليوم إلى زيادة الوعي بأهمية الموارد الطبيعية لكوكب الأرض والحاجة لضمان حمايتها على المدى الطويل. إن ضمان بيئة صحية ومنتجة ومستدامة هو أمر حيوي لإستقرار المجتمعات وضمان لرفاه الأجيال الحالية والمقبلة.
إن الطبيعة، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، في أمس الحاجة اليوم لعوننا ووعينا من أجل الحفاظ على “كُليتيها”. سوف تعاني الطبيعة إذا ما تدهورت الأراضي الرطبة أو لم تُدر بشكل جيد.
الحفاظ على الأراضي الرطبة من أجل حفظ الطبيعة وحماية المجتمعات
يواجه العالم اليوم خطر الكوارث الطبيعية المدمرة كالجفاف والعواصف والفيضانات وأمواج التسونامي نتيجة الوتيرة المتسارعة للتغير المناخي. لقد أصبحت الطبيعة غير قادرة على توفير العناصر الأساسية للحياة اليومية حيث يعاني العالم من شح المياه ونقص في الغذاء وتلوث الهواء. إن الحل لأغلب هذه المشاكل يكمن في الطبيعة نفسها: فإذا ما أُديرت بشكل جيد، فإن الأراضي الرطبة، وهي نظم إيكولوجية طبيعية ذات قيمة عالية، تمثل حلولا طبيعية لمواجهة التحديات المتعلقة بالمناخ ولضمان مستقبل مستدام للبشرية.
الأراضي الرطبة… ”كِلى الطّبيعة” النابضة بالحياة
فكما يحتاج الإنسان إلى الكُليتين لإزالة السموم من دمائه، تعمل الأراضي الرطبة كأوعية عملاقة تشبه الكلى في من خلال استيعاب كميات هامة من مياه الأمطار وتخزينها. فهي عبارة عن مرشحات طبيعية تتحلل فيها الملوثات الكيميائية، لاسيما المخلفات العضوية مما يحسن من نوعية المياه.
تلعب الأراضي الرطبة الصحية دوراً رئيسياً في التخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ. وهي بمثابة مناطق طبيعية عازلة تحمينا من الفيضانات عن طريق إستيعاب مياه الأمطار وتخزينها لتجدد بها إمدادات المياه الجوفية خلال المواسم شديدة الحرارة وتخفف بذلك من حدة الجفاف. كما تحمي الأراضي الرطبة المجتمعات الساحلية من العواصف العاتية وتآكل السواحل، ويمكن أن تكون محركات رئيسية لاقتصاداتها نظرا لتوفيرها لسبل العيش وتقديمها فرصاً مهمةً للسياحة والترفيه.
هناك حاجة ماسة اليوم إلى تطوير أراض رطبة صحية إذا ما أردنا الحفاظ على الطبيعة للأجيال القادمة في جميع أنحاء العالم. يوم نصبح مدركين جميعًا – جمهور وصناع قرار على حدٍ سواء – لمسؤولياتنا تجاه الأراضي الرطبة، حينها فقط يمكننا إنقاذ الطبيعة.
مزيد من المعلومات:
مشاريع لحماية الموارد الطبيعية في البحر الأبيض المتوسط:
- حملة اتصالات حول الأراضي الرطبة الساحلية
- حماية نهر بونا في ألبانيا
- حماية الأراضي الرطبة الساحلية في سردينيا (إيطاليا)
- ” بناء القدرات بشأن إدارة المياه واستخراجها” في البحر المتوسط
مشاركة