يوم البيئة العالمي 2018: التغلب على التلوث البلاستيكي 

في حين أن للبلاستيك استخدامات عديدة وقيمة، فقد أصبحنا نعتمد بصورة أكبر على البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة أو غير القابل للاستعمال مرة أخرى- وما يترتب على ذلك من عواقب بيئية شديدة. وتشير التقديرات إلى أنه يتم شراء مليون زجاجة مياه شرب بلاستيكية كل دقيقة واحدة، ويتم استخدام ما يصل إلى 5 تريليون كيس من أكياس البلاستيك غير القابلة للاستعمال مرة أخرى في جميع أنحاء العالم سنوياً. وبصورة إجمالية، فإن 50 في المائة من البلاستيك الذي نستخدمه هو بلاستيك يستخدم لمرة واحدة.

 

في الخامس من يونيو، نحتفل بيوم البيئة العالمي2018 ، الذي ينتظم هذا العام تحت شعار “التغلب على التلوث البلاستيكي ” وهو دعوة لكي نتحد معا لمواجهة أحد أعظم التحديات البيئية في عصرنا. كما يدعونا جميعا إلى النظر في الكيفية التي يمكننا بها إحداث تغييرات في حياتنا اليومية للحد من الأثار السلبية الكبرى للتلوث البلاستيكي على أماكننا الطبيعية وحياتنا البرية وصحتنا.

 

 

لقد أقر كبار العلماء وصانعي السياسات في الآونة الأخيرة بأن القمامة البحرية لا تزال تشكل “تحديًا هائلاً “في جميع مناطق العالم تقريبًا، لما لها من تأثيرات سلبية واضحة على النظم البيئية البحرية والساحلية. ولقد أشارت التقديرات إلى أن الضرر المالي الإجمالي الذي يصيب النظم الإيكولوجية البحرية جراء تكاثر البلاستيك يبلغ 13 مليار دولار أمريكي سنوياً.

 

البلاستيك في البحر الأبيض المتوسط

يعتبر البحر الأبيض المتوسط من أكثر المناطق تأثرا بالقمامة البحرية في العالم، التي تعتبر واحدة من أهم المشكلات البيئية في الوقت الحالي و مصدر قلق عالمي. تؤثر القمامة البحرية على النظم البيئية البحرية والساحلية وأنواعها المهددة بالانقراض في البحر المتوسط، كما تهدد صحة الإنسان وكذلك قطاع السياحة الذي يتركز أساساً على طول الشواطئ.

تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 80٪ من التلوث البحري يأتي من مصادر برية ويتكون معظمه من البلاستيك و اللدائن الدقيقة التي لا تتحلل أو تتحلل ببطء. وتتسم هذه الظاهرة بالخطورة بوجه خاص في قاع البحر، حيث يمثل البلاستيك 90٪ من القمامة التي تعلق في شباك الجر القاعية، في حين تكون أكثر خطورة على سطح البحر بوصول هذه النسبة إلى 100٪ (Galil et al. 1995، Galgani et al.، 1995 & 2000، Ioakeimidis et al.، 2014).

وفقًا للتقرير الذي نشره برنامج الأمم المتحدة للبيئة/خطةعمل البحر الأبيض المتوسط (UNEP/MAP) في عام 2015، يلقى ما يقدر بـ 731 طنًا متريًا من البلاستيك يوميًا في بلدان البحر الأبيض المتوسط. يتوقع الباحثون أنه بدون تدابير فعالة لإدارته، فإن كمية البلاستيك الملقاة في البحر الأبيض المتوسط سوف ترتفع بمقدار عشرة أضعاف في العقد القادم.

 

تأثيرات البلاستيك على الكائنات الحية البحرية والساحلية

في محاولة لدراسة تأثيرات البلاستيك على الأنواع البحرية والساحلية في البحر الأبيض المتوسط، أظهرت العديد من الدراسات أن مجموعة كبيرة من الأنواع في المنطقة كالحيتان والأسماك والزواحف واللافقاريات تقضي نحبها كل عام لأنها تعلق في النفايات البلاستيكية أو تبتلعها. فحسب هذه الدراسات، أكثر من 180 نوعًا بحريًا يبتلع القمامة كالطيور البحرية (Van Franeker et al. ، 2011) والأسماك (Boerger et al. ، 2010) والثدييات البحرية (de Stefanis et al 2013) و العوالق (Cole et al. 2013)، إضافةً إلى جميع أنواع السلاحف التي تعيش في البحر المتوسط ​​والمدرجة على أنها ضعيفة أو معرضة للخطر عالميا (IUCN، 2013).

علاوة على ذلك، تشير التقديرات إلى أن 250 مليار من اللدائن البلاستيكية الصغيرة تطفو على سطح البحر الأبيض المتوسط ​​(Collignon et al.، 2012) والتي تعتبر جميعها ناقلات محتملة للأنواع الغريبة الغازية (Maso et al.، 2003). فحسب لائحة الاتحاد الأوروبي رقم 1143/2014، تمثل هذه الأنواع تهديدًا كبيرًا للتنوع البيولوجي وخدمات النظام البيئي، فضلاً عن صحة الإنسان واقتصاده.

 

طائر لقلق أبيض عالق في كيس بلاستيكي. تصوير: John Cancalosi

 

آثار البلاستيك على صحة الإنسان

يمكن لللدائن الدقيقة (MPs) وهي أجزاء بلاستيكية ذات أحجام صغيرة جداً أن تأثر على صحة الإنسان من خلال الطعام البحري يتناوله  كالأسماك وبلح البحر التي تبتلع البلاستيك وايضاً بولوجها إلى رقائق الملح. فوفقا لأبحاث حديثة أجريت فى هذا الصدد، تم الكشف عن تواجد الدائن الدقيقة في العديد من عينات ملح البحر من بلدان مختلفة. فعلى سبيل المثال، تم تحليل 21 عينة مختلفة من ملح الطعام القادم من إسبانيا، فتبين أن واحد كيلوغرام من الملح يحتوي على 50 إلى 280 من الدائن الدقيقة. اقرأ المقال العلمي هنا.

إجراءات للتصدي للبلاستيك في البحر الأبيض المتوسط:

حذر ميجيل جارسيا هيريز نائب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط لشئون المياه والبيئة من أنه بحلول عام 2050 قد تحتوي المحيطات على كميات من البلاستيك تفوق ما في باطنها من أسماك، وأكد بأننا جميعا مطالبون بالحفاظ على المتوسّط و بتجنّب تحويله إلى مصدر تهديد لنا و للأجيال القادمة.

لمواجهة التحديات الخطيرة التي تفرضها الأوضاع المتعلقة بالبلاستيك، نفذت الجهات الدولية الفاعلة في منطقة البحر الأبيض المتوسط مجموعة من المشروعات والإجراءات العاجلة، نذكر منها على سبيل المثال:

 

ACT4LITTER

 

يأتي مشروع ACT4LITTER ضمن برنامج Interreg MED ويموله صندوق التنمية الإقليمية الأوروبي (ERDF). يهدف المشروع إلى تيسير الجهود المبذولة لمعالجة القمامة في المناطق البحرية المحمية المتوسطية من خلال وضع تدابير فعالة من خلال نهج قائم على النظام البيئي.

لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة موقع المشروع.

 

إزالة البلاستيك من حديقة دلتا أكسيوس الوطنية (اليونان) في إطار مشروع ACT4LITTER. تصوير: MIO-ECSDE

 

مكافحو البلاستيك: حماية التنوع البيولوجي للمناطق البحرية المحمية المتوسطية من البلاستيك

 

يتم تمويل مشروع “مكافحو البلاستيك” من قبل برنامج EU Interreg وسيتم تنفيذه من قبل جامعة سيانا الايطاليّة، ومعهد حماية البيئة والبحوث ، ومعهد حماية البيئة والبحوث، مختبر علم الأسماك والبيئة البحرية (ISPRA) وائتلاف موسّع من المنظّمات الوطنيّة والإقليميّة.

 

يهدف المشروع إلى الحفاظ على التنوّع البئي والنّظم الايكولوجيّة الطبيعيّة في المناطق البحريّة المحميّة عرض البحر وعلى السّواحل من خلال اعتماد مقاربة متناسقة ضدّ القمامة البحريّة.

لمزيد المعلومات يرجى زيارة موقع المشروع.

 

حلول مبتكرة لمكافحة القمامة البحرية البلاستيكية 

 

 

أطلق مركز النشاط. الإقليمي للاستهلاك والإنتاج المستدامين (SCP/RAC) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة/خطةعمل البحر الأبيض المتوسط-أمانة اتفاقية برشلونة (UN Environment/MAP) منشورًا جديدًا باللغة الإنجليزية يحمل عنوان “25 حلاً مبتكراً وملهماً لمكافحة القمامة البحرية البلاستيكية في منطقة البحر الأبيض المتوسط”، يهدف إلى تقديم مؤشرات عملية من أجل تنفيذ حلول لمعالجة النفايات البحرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. هذه الحلول لن تفيد فقط البيئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)، ولكن ستعزز أيضا من التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

قم بتنزيل المنشور من هنا.

 

 

 

Beyond Plastic Med: التزام من أجل بحر الأبيض المتوسط ​​خالٍ من البلاستيك

 

يهدف المشروع إلى دعم وتطوير شبكة من أصحاب المصلحة المتوسطيين الملتزمين بالحد من التلوث البلاستيكي، وتنفيذ حلول فعالة ومستدامة ودعم البحث عن بدائل جديدة، وكذلك إشراك أصحاب المصلحة المعنيين من خلال زيادة الوعي ونشر أفضل الممارسات. قم بتنزيل كتيب المشروع.

لقد أطلق BeMed في يناير 2017 دعوة لمبادرات صغيرة تشمل جميع البلدان المتوسطية، من أجل توفير الدعم المالي للجهود المحلية التي تهدف إلى الحد من التلوث البلاستيكي على الشواطئ وفي البحر. ونتيجة لذلك، انطلقت 11 مبادرة في ثمانية بلدان في عام 2017 وسوف تنتهي في عام 2018، تعرف عليها هنا.

 

 

CLAIM: إزالة القمامة البحرية من البحر الأبيض المتوسط وبحر البلطيق

 

يتم تمويل مشروع CLAIM من قبل EU Horizon 2020 ويعالج التلوث المتنامي في المناطق البحرية من خلال التركيز على تطوير تقنيات ونُهج تنظيف مبتكرة. وسيسعى إلى وضع استراتيجيات جديدة للوقاية من النفايات المرئية وغير المرئية وإدارتها في المواقع الطبيعية في البحر الأبيض المتوسط وبحر البلطيق. مزيد من المعلومات عن المشروع هنا.

 

 

 

مزيد من المعلومات

موقع يوم البيئة العالمي 2018

سجل النشاط الخاص بك بمناسبة يوم البيئة العالمي 2018

قم بتنزيل تقرير 2015 حول النفايات البحرية في البحر الأبيض المتوسط (باللغة الإنجليزية).