إن بحيرة أوهريد (Ohrid) هي واحدة من أقدم وأعمق البحيرات في أوروبا التي تشترك فيها ألبانيا وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة. وهي تحافظ على تراث طبيعي وثقافي غني يحتوي نظاما بيئيا مائيا فريدا ذا أهمية عالمية بامتلاكه لـ 200 نوع متوطن وسمات تاريخية وأثرية غنية، إضافة الى ممارسات تقليدية رائعة وتراث فريد غير ملموس .
اقرأ مقالنا عن بحيرة أوهريد، الموقع الفريد العابر للحدود
بحيرة أوهريد، موقع فريد عابر للحدود. تصوير: Very Nice Travel
يقول البروفيسور جوس فرهوفن، من جمعية علماء الأراضي الرطبة (SWS) متحدثا عن الترابط الوثيق بين جمال التراث الطبيعي والثقافي لمنطقة أوهريد ومسؤولية الحفاظ عليه : “تمتلكون في ايديكم جوهرة طبيعية، يجب أن تكونوا فخورين جدا، ولكن أيضا حذرون للغاية” .
وفي اطار تعزيز حماية النظام البيئي لبحيرة أوهريد، عقدت جمعية علماء الأراضي الرطبة (SWS) مؤتمرها الأوروبي لسنة 2018 (SWSEuro2018#) في الفترة من 30 أفريل إلى 4 ماي في Ohrid.
وقد شارك فيه حوالي خمسون خبيرا في النظم البيئية للأراضي الرطبة من جميع أنحاء العالم لمناقشة أحدث المستجدات الخاصة بها واقتراح حلول للتحديات التي فرضتها الإدارة الحديثة للأراضي والتحضر على هذه الأنظمة البيئية، التي وان كانت للأسف مهملة ولكنها لا تزال عناصر أساسية في بيئتنا.
وخلال المؤتمر، قدم الخبراء أكثر من 30 ورقة علمية حول دور الأراضي الرطبة وقيمتها والخدمات التي تقدمها.
فعلى سبيل المثال، قدم باتريك قرياس، من Tour du Valat، ورقة علمية تحت عنوان “The contribution of seed bank mapping to conservation programs: The case of Lythrum thesioides.” (Antoine Gazaix ,Patrick Grillas, Perrine Gauthier & John Thompson) ”
مؤتمر SWS الاوروبي من اجل حماية النظام البيئي لبحيرة أوهريد .تصوير: Ohrid SOSفي
وفي ختام المؤتمر أصدر المشاركون بيان حماية النظام البيئي لبحيرة أوهريد. يصف البيان كيفية التخطيط لمواجهة التهديدات الرئيسية التي تواجهها هذه الأنظمة الإيكولوجية، ويحث صناع القرار على اتخاذ تدابير فعالة لحمايتها وضمان الاستخدام الحكيم لها .
إبراز أهمية الأراضي الرطبة في أوهريد
يعزز الإعلان المهمة التي تبنتها Ohrid SOS لسنوات والرسالة التي حاولت ايصالها للعموم حول الأهمية الكبرى لمستنقع Studishishte، آخر مستنقع على ضفاف بحيرة أهريد، وقيمته العالية وخدماته الإيكولوجية الثمينة. كما نوه الى القيمة الاستثنائية لبحيرتي أوهريد وPrespa لما لهما من تنوع بيولوجي غني، والتنمية غير المسبوقة والسليمة لما لا يقل عن 1.6 مليون سنة والتي خلقت ظروفا طيبة للبحوث المتعلقة بالمناخ والتطور وسمحت بتواجد عدد كبير من الأنواع المتوطنة.
مستنقع Studenchishte. تصوير: Ohrid SOS
قال الدكتور روري هارينغتون، من وزارة التراث والبيئة والحكومة المحلية (وترفورد، أيرلندا) متحدثا عن بحيرة أوهريد: ” لقد ذهبت إلى أوروبا، وأنا أعرفها جيدا، ولكن ما لديكم هنا هو خاص جدا – يجب عليكم حمايته”.
دعوة للسلطات من أجل مزيد حماية بحيرة أوهريد
بفضل هذا البيان ، حثت منظمة SWS السلطات المقدونية على المستويين المحلي والوطني على مزيد تحسين حماية بحيرة أوهريد ومستنقع Studenchishte ومجراه المائي. كما شددت على الضرورة الملحة لإعداد وتنفيذ خطة عمل لحماية مستنقع Studenchishte وإنعاشه. كما دعا البيان أيضا إلى إجراء مراجعة جوهرية لممارسات إدارة المياه حول بحيرة أوهريد. و قد أعرب رئيس بلدية أوهريد، الدكتور ستوجانوسكي عن استعداده لتنفيذ توصيات الخبراء ولتعزيز حماية مستنقع Studenchishte، اذ قال: “لقد وضعنا بوضوح، في جدول أعمالنا السياسي، نهاية 2018 كهدف لحماية الأراضي الرطبة”
بحيرة أوهريد: وجهة طبيعية مستقبلية للسياحة
ودعا البيان أيضا بلدية أوهريد إلى العمل على تطوير المزيد من المعالم الطبيعية التي من شأنها أن تمثل عامل جذب سياحي في المنطقة، وذلك بغية زيادة الإيرادات من خلال تقديم خيارات أكثر تنوعا وتمديد الموسم السياحي، ووضع استراتيجية تُمكّن مستنقع Studenchishte من لعب دور رئيسي من خلال جعله محمية طبيعية.
إذا لم تدر بشكل جيد، فإن التنمية السياحية قد تولد ضغطا على الموارد الطبيعية لبحيرة أوهريد، خاصة عندما يفوق مستوى استخدام الزوار لهذه الموارد قدرة تحمل البحيرة. وهو ما دفع الدكتور خوسيه فيرهوفن (SWS) إلى التاكيد على الحاجة الماسة إلى وضع استراتيجية مستدامة لضمان مستقبل مشرق للمستنقع، وكذالك لبقية الأراضي الرطبة المقدونية في السنوات القادمة. فقال مخاطبا رئيس بلدية أوهريد وصانعي القرار في البلاد: “إن إدارة العدد المتزايد من السائحين دون تدمير الموارد يمثل تحديا بالنسبة لكم، لأن الحفاظ عليها يخلق مصادر مدرة للدخل”.
الدكتور فيرهوفن يشرح الدور الذي يمكن أن يلعبه مستنقع ستونشونيشت في تنشيط السياحة. تصوير: Ohrid SOS
كما قال رئيس بلدية أوهريد مؤكدا إتزامه بتطوير مناطق الجذب السياحي في المنطقة: “نحن حريصون على جعل مستنقع Studenchishte متحفًا مفتوحًا للتفاعل مع الطبيعة وإنشاء منتج سياحي جديد وجذاب”.
بحيرة أوهريد: موقع رامسار مستقبلي
يعتبر الإعلان الخاص بحماية النظام الإيكولوجي لبحيرة أوهريد سبباً مقنعاً آخر للسلطات المقدونية لتعيين بحيرة أوهريد ومستنقع Studenchishte كمنطقة رطبة ذات أهمية دولية بموجب اتفاقية رامسار. كما يتوجب أيضا وضع اللمسات الأخيرة لثمين مستنقع Studenchishte و ذلك بحمايته كاملا وبتوسعته .
كما أكدت الأبحاث الموجودة والمقدمة إلى وزارة البيئة ولجنة رامسار المقدونية أن بحيرة أوهريد تستوفي ثمانية من المعايير التسعة التي حددتها اتفاقية رامسار. بالإضافة إلى ذلك فقد أجرى عضوان في SWS ، خلال زيارتهما للمؤتمر، تحقيقا في منطقة Studenchishte بغية إنجاز دراسة موجزة يمكن استخدامها لاحقا لتسهيل عملية تسجيل المستنقع على قائمة رامسار.و قد قال ممثلو SWS “اننا ندعو السلطات المقدونية إلى تعزيز حماية مستنقع Studenchishte واعتباره أرضا رطبة ذات أهمية دولية بموجب اتفاقية رامسار”، مجددين بذلك إلتزام المنظمة بالعمل على تعزيز حماية الموائل القيمة في بحيرة أوهريد.
إن مساحة مستنقع Studenchishte المراد حمايته يجب أن تكون محددة بوضوح ، كما أن العديد من المواقع ذات التنوع البيولوجي المميز في جمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة يمكن أن تسترعي إهتمام السلطات لتعيينها كمواقع رامسار.
زيارة ميدانية إلى مستنقع Studenchishte
كجزء من برنامج المؤتمر، زار المشاركون في مستنقع Studenchishte الذي يعد آخر بقايا أرض رطبة واسعة النطاق على الشاطئ الشرقي لبحيرة Ohrid القديمة.
زيارة ميدانية إلى مستنقع Studenchishte. تصوير: Ohrid SOS
وقد مثلت الزيارة مناسبة رائعة للتعرف على التنوع البيولوجي الفريد والغني لهذه الأرض الرطبة حيث يوجد بها أكثر من 50 نوعًا من الطيور ومجموعة من النباتات النادرة التي تنمو بها و 14 نوعًا من الأسماك التي تعيش في قناتها.
تعرف على المزيد من جمال وثراء مستنقع Studenchishte هنا.
مزيد من المعلومات
إقرأ المزيد حول المؤتمر على موقع Ohris SOS.
قم بتنزيل إعلان المؤتمر حول حماية النظام البيئي لبحيرة Ohrid
الاتصال ب:
Ohrid SOS
مشاركة