يُعدّ منتزه ملاحة سيتشوليى الطّبيعي أكبر أرض رطبة ساحلية في سلوفينيا بمساحة تُقدّر بحوالي 507 هكتارا. في عام 1993، سُجّل المنتزه على قائمة رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية، في حين أُعلن متحف صناعة الملح كمَعلم تراثي ذو أهمية ثقافية وطنية في عام 2001.
منتزه ملاحة سيتشوليى الطبيعي في سلوفينيا. تصوير: Arne Hodalič
لا يشتهر المنتزه بمناظره الطبيعية الخلابة فحسب، ولكن أيضا بكونه مأوى لأنواع كثيرة من الحيوانات والنباتات النادرة. كما يتألف أيضا من مجموعة غير عادية من النظم الإيكولوجية المختلفة التي ترسم أشكال الانتقال__ بين اليابسة و المياه البحرية أو المياه المالحة والمياه العذبة.
تتجلى الجوانب الثقافية لمنتزه سيتشوليى في الممارسات التقليدية لحصاد الملح وإرتباطها بالعديد من الفعاليات الثقافية ذات الصلة مثل “مهرجان عمال الملح” و ”سانت جورج – عيد الملاحات”. كما ينصح بشدة زيارة متحف صناعة الملح الرائع.
أحد العمال وهو يجمع الملح في ملاحة سيتشوليى. تصوير: The Museum of Salt-Making
تعد ملاحات سيتشوليى وسترونجان من الملاحات القليلة المتبقية والنشطة في البحر الأبيض المتوسط، حيث لا يزال الملح يُنتج فيها باستخدام الأساليب التقليدية المتوارثة عبر الأجيال منذ عدة قرون. أما اليوم، فلا يزال سكان المنطقة يمتهنون استخراج الملح أساسا من أجل الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي.
لا يزال الملح ينتج في الملاحات السلوفينية منذ القدم بطريقة طبيعية بحتة عن طريق “البيتولا”، وهي قشرة إصطناعية بسُمك 1 سم تزرع في أحواض التبلور، تتكون من طحالب خضراء وجبس وطين، إضافةً إلى معادن أخرى. تعمل البيتولا كأداة ترشيح تمنع إختلاط الملح بالطين في الجزء السفلي من الحوض. ووفقا ل EUR-Lex: ” يتم إعداد البيتولا من نهاية الموسم الفارط حتى بداية تبلور الملح، ويجب أن تكون مسطحة بحيث تبقى طبقة المحلول الملحي رقيقة وبسُمك ثابت”.
أحواض تبلور الملح في ملاحات سيتشوليى. تصوير © 2002، Primož Pipan
لقد كان العمل الموسمي في الملاحات مصدر الرزق الأساسي للمزارعين وصيادي السمك. يُترك ماء بحيرة الملح ليملأ الأحواض ثم ينتظر لعدة أيام حتى يتبخر الماء نسبياً بعد مشاهدة تبلور الملح. يذهب العمال في الصباح الباكر للعمل مرتدين لصنادل تابيريني (taperini)، وحاملين لمكشطة خشبية تقليدية تسمى غافيرو (gavero). يجمع العمال الطبقة المتبلورة من الملح في أكوام كبيرة ثم تُترك لتَجفّ ثم تُـعبّأ في عربات كاريلي (careli) وتُنقل إلى مستودعات الملح.
عامل الملح وهو يجمع الملح في أكوام باستخدام الغافيرو. تصوير: The Museum of Salt-Making
نقل الملح في عربات كاريلي إلى مستودعات الملح. تصوير © 2002، Primož Pipan
لقد كانت هذه الطريقة التقليدية في إنتاج الملح تُستخدم خلال الموسم الذي ينتهي في يوم القديس بارثولوميو الموافق ل 24 أغسطس منذ القرن الرابع عشر وحتى يومنا هذا. ويُـعدّ الملح المستخرج من ملاحات بيران (Piran) الأكثر طلباً نظراً لنقائه ولونه الأبيض الناصع.
مزيد من المعلومات
لمعرفة المزيد عن المعالم الطبيعية والثّقافية لمنتزه ملاحة سيتشوليى الطبيعي، وأنواع الملح حسب طرق إنتاجها، قم بزيارة موقع المنتزه: http://www.kpss.si
شاهد الفيلم الوثائقي ” الإنسان والطبيعة في ملاحات سيتشوليى“، التي أنتج في إطار مشروع LIFE MANSALT
شاهد أيضا فيديو أرض الملح (LAND OF SALT)
الاتصال
منتزه ملاحة سيتشوليى الطبيعي
مشاركة